بذرة من عمل الخير غرستها مجموعة من الجادين والباحثين عن الفقراء والمحتاجين على امتداد الوطن والمساعدة لتوفير الطعام لهم وبشكل مناسب وعلى مدار العام؛ هم مجموعة طيبة من أبناء الوطن نذروا أنفسهم وإمكانياتهم لاستقطاب الدعم من أهل الخير ومن تبرعاتهم السخية.
تعرفت عن قرب على تجربة جمعية «سارعوا للخير» وعلى مبادرتهم تكية سيدنا إبراهيم الخليل والتي تدخل عامها الثالث مع شهر رمضان المبارك ومحاولة الوصول لأعداد كبيرة من الفقراء والمحتاجين وإطعامهم بوجبة ساخنة.
مجموعة من التحديات والعقبات واجهتهم ومع الإصرار تم النجاح والانتقال من مطبخ صغير إلى مطبخ كبير ومجهز بأفضل الأدوات والمعدات ووسائل السلامة والصحة العامة والانطلاق للفئات المستحقة في محافظات المملكة بالتعاون والتنسيق مع جمعيات محلية ومتطوعين للخدمة والمساعدة وضمن قواعد بيانات دقيقة وموثقة.
منذ شهر رمضان المبارك الماضي وحتى رمضان الحالي تم تأمين مئات آلاف من الوجبات إلى الحالات المستحقة وإدخال السرور على أسر لم تعرف طعم اللحم والدجاج لأشهر طويلة، ومع الانطلاقة الثالثة والدعم المتواصل من أهل الخير من المتبرعين سوف ترتفع الحالات المستفيدة من تكية سيدنا إبراهيم الخليل بشكل أكبر.
إحياء فكرة التكية في مدينة الخليل بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف والتعاون الوثيق بين التكية في عمان والخليل دليل أواصر الأخوة والمودة بين القائمين على خدمة المحتاجين وحتى من يأكلون من طعام التكية للتبرك وتطهير النفس من الكبر.
التخصص في إطعام الطعام هو هدف نبيل للمبادرة والتي يشهد لها بالدقة والتنظيم والدقة على إدارة مبادرة التكية والذين من بينهم إضافة إلى ذلك انضم لمبادرة أخرى لتوفير الدعم للتعليم الجامعي من خلال صناديق المنح والقروض لجمعية الآفاق الخيرية للتعليم وفروعها المنتشرة في المملكة.
ثمة العديد من التوجهات المستقبلية لتطوير الخدمات المقدمة في التكية وفق ما يطمح إليه رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وعندهم من الأفكار العملية للتوسع وتجويد الخدمة وتحسين الأداء وفق التغذية الراجعة من الجميع.
نسعد بالمبادرات الخيرة في الوطن الغالي ونفتخر بالجهود التطوعية والتي تبدأ بفكرة وتتحول إلى عمل مؤسسي ضمن الأنظمة والقوانين المعول بها ومن خلال العمل الخيري والإنساني والذي يتلمس ويلبي حاجات المجتمع ويساهم مع الدولة في مد يد العون والمساعدة للفقراء والأيتام والمحتاجين جنبا إلى جنب مع الجهات المعنية الأخرى.
دوام واستمرارية العمل ومأسسته هو ما يصبو إليه فريق جمعية سارعوا للخير للمساهمة وبشكل إيجابي ومثمر وبناء ومفيد ومتوافق مع أهداف التنمية الشاملة بمجالاتها المحددة وبالتعاون والتكامل والتنسيق مع الجهات المعنية وذات الاهتمام المشترك.
البرهان الحقيقي للنجاح هو الاستمرارية، ولقد قطعت مبادرة تكية سيدنا إبراهيم الخليل في جمعية سارعوا للخير سنوات ثلاثة من الجهد الطيب في الأردن الحبيب وترنو لأخذ العزم والدعم من المتبرعين ومساهمة من أهل الخير على مدار العام، وليس فقط خلال شهر رمضان الفضيل.
جهود مباركة ومقدرة تقوم بها جمعيات وجهات عديدة لتعزيز عمل الخير وتحتاج إلى تشبيك فيما بينها وتبادل لقواعد البيانات والكثير من مجالات التعاون المشترك، حتى تكتمل الخدمة المقدمة للفئات المستحقة.
من يغرس الخير يجده، ومن يتابع بالرعاية والاهتمام لبذرة الخير يتفيأ بظلال شجرة العطاء ويظفر بالأجر والثواب في الدارين، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
[email protected]
